مقالات جديدة
أبو بكر الصديق رضي الله تعالي عنه
  تعليم الاسلام
  September 28, 2017
  0

أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني / موقع تعلیم الاسلام

أبو بكر الصديق السابق الى التصديق الملقب بالعتيق المؤيد من الله بالتوفيق صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في الحضر والأسفار ورفيقه الشفيق في جميع الأطوار وضجيعه بعد الموت في الروضة المحفوفة بالأنوار المخصوص في الذكر الحكيم بمفخر فاق به كافة الأخيار وعامة الأبرار وبقي له شرفه على كرور الأعصار ولم يسم إلى ذروته همم أولي الأيد والأبصار حيث يقول عالم الأسرار ثاني اثنين إذ هما في الغار إلى غير ذلك من الآيات والآثار ومشهور النصوص الواردة فيه والأخبار التي غدت كالشمس في الانتشار وفضل كل من فاضل وفاق كل من جادل وناضل ونزل فيه لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل توحد الصديق في الأحوال بالتحقيق واختار الاختيار من الله دعاه إلى الطريق فتجرد من الأموال والأعراض

 

 وانتصب في قيام التوحيد للتهدف والأغراض صار للمحن هدفا وللبلاء غرضا وزهد فيما عزله جوهرا كان أو عرضا تفرد بالحق عن الالتفات إلى الخلق وقد قيل إن التصوف الاعتصام بالحقائق عند اختلاف الطرائق.

 

عن ابن عباس أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه خرج حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعُمَر يكلم الناس فقال اجلس يا عُمَر فأبى عُمَر أن يجلس فقال اجلس يا عُمَر فتشهد فقال أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت إن الله تعالى قال وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم الآية قال والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله عز وجل أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس كلهم فما نسمع بشرا من الناس إلا يتلوها قال ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب أن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه قال والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض وعرفت حين سمعته تلاها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات

 

قال الشيخ رحمه الله وكان رضي الله تعالى عنه يتوصل بعز الوفاء إلى أسنى مواقف الصفا وقد قيل إن التصوف تفرد العبد بالصمد الفرد.

 

حَدَّثَنا سليمان بن أحمد حَدَّثَنا إسحاق بن ابراهيم حَدَّثَنا عبدالرازق عن معُمَر عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لما أنفذت قريش جوار ابن الدغنة قالوا له مر أبا بكر فليعبد ربه في داره وليصل فيها ما شاء وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره قال ففعل أبو بكر رضي الله تعالى عنه ثم بدا له فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ فتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يتعجبون

 

منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رضي الله تعالى عنه رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال يا أبا بكر قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلى ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عقد رجل عقدت له فقال أبو بكر فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله ورسوله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة.

 

عن أبي بكر بن أبي موسى عن الأسود بن هلال قال قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه لأصحابه ما تقولون في هاتين الآيتين إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا و والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يدينوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم بخطيئة قال لقد حملتموها على غير المحمل ثم قال قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره ولم يلبسوا إيمانهم بشرك

 

عن زيد بن أرقم أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه استسقى فأتى بإناء فيه ماء وعسل فلما أدناه من فيه بكى وأبكى من حوله فسكت وما سكتوا ثم عاد فبكى حتى ظنوا أن لا يقدروا على مساءلته ثم مسح وجهه وأفاق فقالوا ما هاجك على هذا البكاء قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وجعل يدفع عنه شيئا ويقول إليك عني إليك عني ولم أر معه أحدا فقلت يا رسول الله أراك تدفع عنك شيئا


قال الشيخ رحمه الله كان رضي الله عنه من أحواله العزوف عن العاجلة والأزوف من الآجلة وقد قيل إن التصوف تطليق الدنيا بتاتا والإعراض عن منالها ثباتا.

 


ولا أرى معك أحدا قال هذه الدنيا تمثلت لي بما فيها فقلت لها إليك عني فتنحت وقالت أما والله لئن انفلت مني لا ينفلت مني من بعدك فخشيت أن تكون قد لحقتني فذاك الذي أبكاني


قال الشيخ رحمه الله وكان رضي الله عنه لا يفارق الجد ولا يجاوز الحد وقد قيل إن التصوف الجد في السلوك إلى ملك الملوك.

 

حَدَّثَنا أبو عَمْرو بن حمدان حَدَّثَنا الحسن بن سفيان حدثني يعقوب بن سفيان قال حدثني عَمْرو بن منصور البصري حَدَّثَنا عبدالواحد بن زيد عن أسلم الكوفي عن مرة الطيب عن زيد بن أرقم قال كان لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه مملوك يغل عليه فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة فقال له المملوك مالك كنت تسألني كل ليلة ولم تسألني الليلة قال حملنى على ذلك الجوع من أين جئت بهذا قال مررت بقوم في الجاهلية فرقيت لهم فوعدوني فلما أن كان اليوم مررت بهم فإذا عرس لهم فأعطوني قال إن كدت أن تهلكني فأدخل يده في حلقه فجعل يتقيأ وجعلت لا تخرج فقيل له إن هذه لا تخرج إلا بالماء فدعا بطست من ماء فجعل يشرب ويتقيأ حتى رمى بها فقيل له يرحمك الله كل هذا من أجل هذه اللقمة قال لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة.

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء