يا مَن تزعم نفسك سلفيا، ويا مَن تدّعي اتباع الكتاب والسنة! فإن كنت ممن تقوم الليل وتصوم النهار، وتواظب على الصلوات ولا سيّما السنن، وإن كنت ممن تسارع إلى الصف الأوّل في الصلاة، وإن كنت تخشى الله، وتذرف دموعك خوفا من الله، وإن كنت ترحم الصغير وتوقر الكبير ولا سيما العلماء، وإن كنت حليما صابرا، وإن كنت مجاهدا مثابرا، وإن كنت داعيا مخلصا محتسبا، فأهلا بك.
فالسلفية ليست في الجدالات وإثارة الاختلافات وإهانة هذا المسلم وذاك، والسلفية ليست في الجرح والتعديل، والسلفية ليست في محاربة الفقه والمذاهب، والسلفية ليست في القشرية والجمود والظاهرية والتعصب الباطل،
السلفية في قيام الليل، وفي المواظبة على الصلوات والمسارعة إلى الصف الأول، والسلفية في الخشية من الله، والسلفية في سكب الدموع والخوف والبكاء والوجل من الله عزوجل، والسلفية في الحلم والصبر، السلفية في التعقل والتدبر والصالحات والحسنات، فكنْ سلفياً كما كان عليه السلف ظاهراً وباطناً...