من موقع تعليم الاسلام
الدعاء دبر الصلاة
عن أنس ، رضي الله عنه ، دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم فأتته بتمر وسمن قال أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم ثم قام إلى ناحية من البيت فصلى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها فقالت أم سليم يا رسول الله إن لي خويصة قال ما هي قالت خادمك أنس فما ترك خير آخرة ، ولا دنيا إلا دعا لي به قال اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له فإني لمن أكثر الأنصار مالا وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم حجاج البصرة بضع وعشرون ومائة. (رواه البخاري)
يا معاذ إني أوصيك لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. (رواه احمد وابن خزیمة وغیرهما، قال الأعظمي : إسناده صحيح)
يجوز الدعاء الجماعي بغير الالتزام
قال العلماء: الاجتماع للدعاء لا حرج فيه إذا لم يتخذ عادة وسنة راتبة.
قال يحيى بن سعيد سمعت أنس بن مالك قال أتى رجل أعرابي من أهل البدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلكت الماشية هلك العيال هلك الناس فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يدعو ورفع الناس أيديهم معه يدعون قال فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى فأتى الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بشق المسافر ومنع الطريق. (رواه البخاري، کتاب الجمعه)
عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَا رَفَعَ قَوْمٌ أَكُفَّهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَسْأَلُونَهُ شَيْئًا، إِلا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَضَعَ فِي أَيْدِيهِمُ الَّذِي سَأَلُوهُ" . (رواه الطبرانی البیر)
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
عن حفصة عن أم عطية قالت كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها حتى نخرج الحيض فيكن خلف الناس فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته. (رواه البخاري، کتاب الجمعه)
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يخرج الأبكار والعواتق وذوات الخدور والحيض في العيدين فأما الحيض فيعتزلن المصلى ويشهدن دعوة المسلمين قالت إحداهن يا رسول الله إن لم يكن لها جلباب ؟ قال فلتعرها أختها من جلابيبها (رواه الترمذي/صحیح)
حدثني أبو هبيرة عن حبيب بن مسملة الفهري و كان مجاب الدعوة أنه أمر على جيش فدرب الدروب فلما أتى العدو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم و يؤمن البعض إلا أجابهم الله ثم إنه حمد الله و أثنى عليه ثم قال : اللهم احقن دمائنا و اجعل أجورنا الشهداء فبينما هم على ذلك إذ نزل الهنباط أمير العدو فدخل على حبيب سرادقه (مستدرک علی الصحیحین)
حَدَّثَنِي ابْنُ هُبَيْرَةَ ، عَنْ حَبِيبِ بن مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيُّ وَكَانَ مُسْتَجَابًا أَنَّهُ أُمِّرَ عَلَى جَيْشٍ فَدَرَّبَ الدُّرُوبَ ، فَلَمَّا لَقِيَ الْعَدُوَّ ، قَالَ لِلنَّاسِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لا يَجْتَمِعُ مَلأٌ فَيَدْعُو بَعْضُهُمْ وَيُؤَمِّنُ سَائِرُهُمْ إِلا أَجَابَهُمُ اللَّهُ " ، ثُمَّ إِنَّهُ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا وَاجْعَلْ أُجُورَنَا أُجُورَ الشُّهَدَاءِ ، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَزَلَ الْهِنْبَاطُ أَمِيرُ الْعَدُوِّ ، فَدَخَلَ عَلَى حَبِيبٍ سُرَادِقَهُ ، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ : الْهِنْبَاطُ بِالرُّومِيَّةِ صَاحِبُ الْجَيْشِ. (رواه الطبرانی)
قال العلامة الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد تحت هذا الحديث: رواه الطبراني وقال: الهنباط: بالرومية صاحب الجيش. ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث.
قال العلامة المحدث محمد انور شاه الشميري في العرف الشذي: ولیعلم ان الدعاء المعمول في زماننا من الدعاء بعد الفریضة رافعین ایدیهم علی الهیأة الکذائیة لم تکن المواظبة علیه في عهده صلی الله علیه وسلم نعم الادعیة بعد الفریضة ثابتة بلارفع الیدین وبدون الاجتماع وثبوتها متواتر و ثبت الدعاء مجتمعا مع رفع الیدین بعد النافلة في واقعتین... واما في کتاب الاعتصام والسنة للشاطبي عن مالک انه بدعة فمراده انه لم یستمر هذا العمل في العهد المبارک ولیس غرضه حکم عدم الجواز علیه. ( العرف الشذی علی الترمذی للعلامة المحدث محمد انور شاه الکشمیري رحمه الله تعالی، في کراهیة ان یخص الامام نفسه بالدعاء)
وايضا قال العلامة سيد محمد يوسف البنوري في شرحه الترمذي: قد راج فی کثیر من البلاد الدعاء بهیئة اجتماعیة رافعین ایدیهم بعد الصلوات المکتوبة ولم یثبت ذلک في عهده صلی الله علیه وسلم وبالاخص بالمواظبة نعم ثبتت ادعیة کثیرة بالتواتر بعد المکتوبة ولکنها من غیر رفع الایدي ومن غیر هیئة اجتماعیة، نعم ثبت دعاؤه صلي الله علیه وسلم برفع الیدین باجتماع بعد النافلة في واقعتین. احدهما واقعة بیت ام سلیم رضي الله عنها حین صلي فیه السبحة ودعا لأنس . رواه المسلم... ان المواظبة به بدعة لعدم استمرار عمله صلي الله علیه وسلم لا ان العمل به بدعة مطلقا. ( معارف السنن شرح جامع الترمذي: ۳/۴۰۹)
قال صاحب مراقی الفلاح في امر الدعاء والذكر:
فروع اختلف هل الإسرار في الذكر أفضل فقيل نعم لأحاديث كثيرة.... وقيل الجهر أفضل لأحاديث كثيرة.... وجمع بين الأحاديث الواردة بأن ذلك يختلف بحسب الأشخاص والأحوال فمتى خاف الرياء أو تأذى به أحد كان الإسرار أفضل. (مراقی الفلاح)