مشکاة المصابیح
باب جامع الدعاء - الفصل الثالث
عن عثمان بن حنيف قال : إن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافيني فقال : " إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك " . قال : فادعه قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ويدعو بهذا الدعاء : " اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلي ربي ليقضي لي في حاجتي هذه اللهم فشفعه في " . رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب
وعن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من دعاء داود يقول : " اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي ومالي وأهلي ومن الماء البارد " . قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داود يحدث عنه يقول : " كان أعبد البشر " رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن غريب
وعن عطاء بن السائب عن أبيه قال : صلى بنا عمار بن ياسر صلاة فأوجز فيها فقال له بعض القوم : لقد خففت وأوجزت الصلاة فقال أما علي ذلك لقد دعوت فيها بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام تبعه رجل من القوم هو أبي غير أنه كنى عن نفسه فسأله عن الدعاء ثم جاء فأخبر به القوم : " اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الرضى والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضى بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهديين " . رواه النسائي
وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر صلاة الفجر : " اللهم إني أسألك علما نافعا وعملا متقبلا ورزقا طيبا " . رواه أحمد وابن ماجه والبيهقي في الدعوات الكبير
وعن أبي هريرة قال : دعاء حفظته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أدعه : " اللهم اجعلني أعظم شكرك وأكثر ذكرك وأتبع نصحك وأحفظ وصيتك " . رواه الترمذي
وعن عبد الله بن عمرو قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم إني أسألك الصحة والعفة والأمانة وحسن الخلق والرضى بالقدر "
وعن أم معبد قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " . رواهما البيهقي في الدعوات الكبير
وعن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل كنت تدعو الله بشيء أو تسأله إياه ؟ " . قال : نعم كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبحان الله لا تطيقه ولا تستطيعه أفلا قلت : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " . قال : فدعا الله به فشفاه الله . رواه مسلم
شيخ الحديث الحاج مولوي محمد عمر خطابي صاحب حفظه الله