كتاب الرقاق -الفصل الثالث
وعن شداد رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يا أيها الناس إن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر وإن الاخرة وعد صادق يحكم فيها ملك عادل قادر يحق فيها الحق ويبطل الباطل كونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن كل أم يتبعها ولدها "
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما طلعت الشمس إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعان الخلائق غير الثقلين : يا أيها الناس هلموا إلى ربكم ما قل وكفى خير مما كثر وألهى " رواهما أبو نعيم في " الحلية "
وعن أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به قال : " إذا مات الميت قالت الملائكة : ما قدم ؟ وقال بنو آدم : ما خلف ؟ " . رواه البيهقي في " شعب الإيمان "
وعن مالك رضي الله عنه : أن لقمان قال لابنه : " يا بني إن الناس قد تطاول عليهم ما يوعدون وهم إلى الآخرة سراعا يذهبون وإنك قداستدبرت الدنيا منذ كنت واستقبلت الآخرة وإن دارا تسيرإليها أقرب إليك من دار تخرج منها " . رواه رزين
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل ؟ قال : " كل مخموم القلب صدوق اللسان " . قالوا : صدزق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال : " هو النقي التقي لا إثم عليه ولا بغي ولا غل ولا حسد " . رواه ابن ماجه والبيهقي في " شعب الإيمان "
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفة في طعمة " . رواه أحمد والبيهقي في " شعب الإيمان "
وعن مالك رضي الله عنه قال : بلغني أنه قيل للقمان الحكيم : ما بلغ بك ما ترى ؟ يعني الفضل قال : صدق الحديث وأداء الأمانة وترك ما لا يعنيني . رواه في " الموطأ "
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تجيء الأعمال فتجيء الصلاة قتقول : يارب أنا الصلاة . فيقول : إنك على خير . فتجيء الصدقة فتقول : يارب أنا الصدقة . فيقول : إنك على خير ثم يجيء الصيام فيقول : يارب أنا الصيام . فيقول : إنك على خير . ثم تجيء الأعمال على ذلك . يقول الله تعالى : إنك على خير . ثم يجيء الإسلام فيقول : يا رب أنت السلام وأنا الإسلام . فيقول الله تعالى : إنك على خير بك اليوم آخذ وبك أعطي . قال الله تعالى في كتابه : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الحاسرين )
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان لنا ستر فيه تماثيل طير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة حوليه فإني إذا رأيته ذكرت الدنيا "
وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : جاء رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : عظني وأوجز . فقال : " إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع ولا تكلم بكلام تعذر منه غدا وأجمع الإياس مما في أيدي الناس "
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته فلما فرغ قال : يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري " فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال : " إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا " روى الأحاديث الأربعة أحمد
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام )
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن النور إذا دخل الصدر انفسح " . فقيل : يا رسول الله هل لتلك من علم يعرف به ؟ قال : " نعم التجافي من دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله "
وعن أبي هريرة وأبي خلاد رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا رأيتم العبد يعطى زهدا في الدنيا وقلة منطق فاقتربوا منه فإنه يلقى الحكمة " . رواهما البيهقي في " شعب الإيمان "
شيخ الحديث مولوي محمد عمر خطابي صاحب حفظه الله