مشکاة المصابیح
كتاب الدعوات - باب سعة رحمة الله – فصل الاول
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله كتب الحسنات والسيئات : فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هم بعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن هو هم بعملها كتبها الله له سيئة واحدة " ( متفق عليه )
الفصل الثاني
عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن مثل الذي يعمل السيئة ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ثم عمل أخرى فانفكت أخرى حتى تخرج إلى الأرض " رواه في شرح السنة
وعن أبي الدرداء : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقص على المنبر وهو يقول : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ يا رسول الله فقال الثانية : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) فقلت الثانية : وإن زنى وسرق ؟ يا رسول الله فقال الثالثة : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) فقلت الثالثة : وإن زنى وسرق ؟ يا رسول الله قال : " وإن رغم أنف أبي الدرداء " . رواه أحمد
وعن عامر الرام قال : بينا نحن عنده يعني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل عليه كساء وفي يده شيء قد التف عليه فقال : يا رسول الله مررت بغيضة شجر فسمعت فيها أصوات فراخ طائر فأخذتهن فوضعتهن في كسائي فجاءت أمهن فاستدارت على رأسي فكشفت لها عنهن فوقعت عليهن فلففتهن بكسائي فهن أولاء معي قال : " ضعهن " فوضعتهن وأبت أمهن إلا لزومهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتعجبون لرحم أم الفراخ فراخها ؟ فو الذي بعثني بالحق : لله أرحم بعباده من أم الفراخ بفراخها ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن وأمهن معهن " . فرجع بهن . رواه أبو داود
الفصل الثالث
عن عبد الله بن عمر قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته فمر بقوم فقال : " من القوم ؟ " قالوا : نحن المسلمون وامرأة تحضب بقدرها ومعها ابن لها فإذا ارتفع وهج تنحت به فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنت رسول الله ؟ قال : " نعم " قالت : بأبي أنت وأمي أليس الله أرحم الراحمين ؟ قال : " بلى " قالت : أليس الله أرحم بعباده من الأم على ولدها ؟ قال : " بلى " قالت : إن الأم لا تلقي ولدها في النار فأكب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي ثم رفع رأسه إليها فقال : " إن الله لا يعذب من عباده إلا المارد المتمرد الذي يتمرد على الله وأبى أن يقول : لا إله إلا الله " . رواه ابن ماجه
شيخ الحديث الحاج مولوي محمد عمر خطابي صاحب حفظه الله