باب البكاء والخوف - الفصل الثاني
وعن أبي سعيد قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة فرأى الناس كأنهم يكتشرون قال : " أما إنكم لو أكثرتم ذكر هادم اللذات لشغلكم عما أرى الموت فأكثروا ذكر هادم اللذات الموت فإنه لا يأت على القبر يوم إلا تكلم فيقول : أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود وإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر : مرحبا وأهلا أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك " . قال : " فيتسع له مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر : لا مرحبا ولا أهلا أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك " قال : " فيلتئم عليه حتى يختلف أضلاعه " . قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعه . فأدخل بعضها في جوف بعض . قال : " ويقيض له سبعون تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا فينهسنه ويخدشنه حتى يفضى به إلى الحساب " قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار " . رواه الترمذي
وعن أبي جحيفة قال : قالوا : يا رسول الله قد شبت . قال : " شيبتني سورة هود وأخواتها " . رواه الترمذي
وعن ابن عباس قال : قال أبو بكر : يا رسول الله قد شبت . قال : شيبتني ( هود )
و ( المرسلات )
و ( عم يتساءلون )
و ( إذا الشمس كورت )
رواه الترمذي
وذكر حديث أبي هريرة :
لا يلج النار " في " كتاب الجهاد "
الفصل الثالث
عن أنس قال : إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات . يعني المهلكات . رواه البخاري
وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا " . رواه ابن ماجه والدارمي والبيهقي في " شعب الإيمان "
وعن أبي بردة بن أبي موسى قال : قال لي عبد الله بن عمر : هل تدري ما قال أبي لأبيك ؟ قال : قلت : لا . قال : فإن أبي قال لأبيك يا أبا موسى هل يسرك أن إسلامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرتنا معه وجهادنا معه وعملنا كله معه برد لنا ؟ وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس ؟ فقال أبوك لأبي : لا والله قد جاهدنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا وصمنا وعملنا خيرا كثيرا . وأسلم على أيدينا بشر كثير وإنا لنرجو ذلك . قال أبي : ولكني أنا والذي نفس عمر بيده لوددت أن ذلك برد لنا وأن كل شيء عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس . فقلت : إن أباك والله كان خيرا من أبي . رواه البخاري
شيخ الحديث مولوي محمد عمر خطابي صاحب حفظه الله