كتاب الفتن - الفصل الثاني
وعن أبي ذر قال : كنت رديفا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما علىحمار فلما جاوزنا بيوت المدينة قال : " كيف بك يا أبا ذر إذا كان بالمدينة جوع تقوم عن فراشك ولا تبلغ مسجدك حتى يجهدك الجوع ؟ " قال : قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " تعفف يا أبا ذر " . قال : " كيف بك يا أبا ذر إذا كان بالمدينة موت يبلغ البيت العبد حتى إنه يباع القبر بالعبد ؟ " . قال : قلت الله ورسوله أعلم . قال : " تصبر يا أبا ذر " . قال : " كيف بك يا أبا ذر إذا كان بالمدينة قتل تغمر الدماء أحجار الزيت ؟ " قال : قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " تأتي من أنت منه " . قال : قلت : وألبس السلاح ؟ قال : " شاركت القوم إذا " . قلت : فكيف أصنع يا رسول الله ؟ قال : " إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ناحية ثوبك على وجهك ليبوء باثمك وإثمه " . رواه أبو داود
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كيف بك إذا أبقيت في حثالة من الناس مرجت عهودهم وأماناتهم ؟ واختلفوا فكانوا هكذا ؟ " وشبك بين أصابعه . قال : فبم تأمرني ؟ قال : " عليك بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بخاصة نفسك وإياك وعوامهم " . وفي رواية : " إلزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع أمر العامة " . رواه الترمذي وصححه
وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد خير من القائم والماشي خير من الساعي فكسروا فيها قسيكم وقطعوا فيها أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة فإن دخل على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم " . رواه أبو داود . وفي رواية له ( ضعيف )
: " ذكر إلى قوله " خير من الساعي " ثم قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : كونوا أحلاس بيوتكم " . وفي رواية الترمذي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الفتنة : " كسروا فيها قسيكم وقطعوا فيها أوتاركم والزموا فيها أجواف بيوتكم وكونوا كابن آدم " . وقال : هذا حديث صحيح غريب
وعن أم مالك البهزية قالت : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقربها . قلت : يا رسول الله من خير الناس فيها ؟ قال : " رجل في ماشيته يؤدي حقها ويعبد ربه ورجل آخذ برأس فرأسه يخيف العدو ويخوفونه " . رواه الترمذي
وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ستكون فتنة تستنظف العرب قتلاها في النار اللسان فيها أشد من وقع السيف " . رواه الترمذي وابن ماجه
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ستكون فتنة صماء بكماء عمياء من أشرف لها استشرفت له وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف " . رواه أبو داود
شيخ الحديث مولوي محمد عمر خطابي صاحب حفظه الله