باب قصة ابن الصياد - الفصل الأول
عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من أصحابه قبل ابن الصياد حتى وجدوه يلعب مع الصبيان في أطم بني مغالة وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ثم قال : " أتشهد أني رسول الله ؟ " فقال : أشهد أنك رسول الأميين . ثم قال ابن صياد : أتشهد أني رسول الله ؟ فرصه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : " آمنت بالله وبرسله " ثم قال لابن صياد : " ماذا ترى ؟ " قال : يأتيني صادق وكاذب . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خلط عليك الأمر " . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني خبأت لك خبيئا " وخبأ له : ( يوم تأتي السماء بدخان مبين )
فقال : هو الدخ . فقال : " اخسأ فلن تعدو قدرك " . قال عمر : يا رسول الله أتأذن لي في أن أضرب عنقه ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن يكن هو لا تسلط عليه وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله " . قال ابن عمر : انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب الأنصاري يؤمان النخل التي فيها ابن صياد فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقي بجذوع النخل وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها زمزمة فرأت أم ابن صياد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل . فقالت : أي صاف - وهو اسمه - هذا محمد . فتناهى ابن صياد . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو تركته بين " . قال عبد الله بن عمر : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال : " إني أنذركموه وما من نبي إلا وقد أنذر قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور " . متفق عليه
وعن أبي سعيد الخدري قال : لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر - يعني ابن صياد - في بعض طرق المدينة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتشهد أني رسول الله ؟ " فقال هو : أتشهد أني رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله ماذا ترى ؟ " قال : أرى عرشا على الماء . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ترى عرش إبليس على البحر وما ترى ؟ " قال : أرى صادقين وكاذبا أو كاذبين وصادقا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لبس عليه فدعوه " . رواه مسلم
وعنه أن ابن صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة . فقال : " در مكة يبضاء ومسك خالص " . رواه مسلم
وعن نافع قال : لقي ابن عمر ابن صياد في بعض طرق المدينة فقال له قولا أغضبه فانتفخ حتى ملأ السكة . فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت له : رحمك الله ما أردت من ابن صياد ؟ أما علمت أن رسول الله عليه وسلم قال : " إنما يخرج من غضبة يغضبها " . رواه مسلم
وعن أبي سعيد الخدري قال : صحبت ابن صياد إلى مكة فقال : ما لقيت من الناس ؟ يزعمون أني الدجال ألست سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنه لا يولد له " . وقد ولد لي أليس قد قال : " هو كافر " . وأنا مسلم أو ليس قد قال : " لا يدخل المدينة ولا مكة " ؟ وقد أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة . ثم قال لي في آخر قوله : أما والله إني لأعلم مولده ومكانه وأين هو وأعرف أباه وأمه قال : فلبسني قال : قلت له : تبا لك سائر اليوم . قال : وقيل له : أيسرك أنك ذاك الرجل ؟ قال : فقال : لو عرض علي ما كرهت . رواه مسلم
شيخ الحديث مولوي محمد عمر خطابي صاحب حفظه الله